من غشنا ..........فليس منا .

بسم الله الرحمان الرحيم .

من غشنا ..........فليس منا .

أعرف أستاذا في إحدى المدارس المجاورة كم من طالب يتمنى الدراسة معه ويحب مصاحبته في كامل أطوار التعليم ، ولكن لماذا ؟ هل لمستواه الجيد وتحصيله العلمي الممتاز ..؟ كلا الأمر ليس كذلك بل إن هذا الأستاذ يداه مبسوطتان يعطي العلامات الكاملة حتى للكسالى والخاملين ، حتى إنك لتجد الطالب يستخير الله في أن يكون هذا الأستاذ حارسه والمصحح له في أوقات الإمتحانات ، معروف بتمكينه الغش لكل الطلبة وربما يحسب أنه يحسن صنعا .
أيها المعلم الكريم : إن تمكين الطلبة من الغش هو غش في حد ذاته والنبي صلى الله عليه وسلم شدد النكير في أولئك الغشاشين الذين يزورون بهذا الصنيع الحقائق ويقلبونها رأسا عن عقب ..
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار" رواه ابن حبان والطبراني وهو حديث صحيح كما قال الشيخ الألباني ، إرواء الغليل.
فكم من طالب كسول ضعيف التفكير نجح بأعلى الدرجات وهو ليس أهلا للنجاح ثم تجده يتقلد المناصب والوظائف ويعمل فيها بجهله فيعت فيها فسادا ..
وبالمقابل كم من طالب نجيب وذكي رسب وضاعت كم من مصالح كان يفكر فيها خدمة للبلاد والعباد فحرم الناس من علمه وخبرته فبدل من أن يكون صالحا مصلحا أصبح ربما من المفسدين بفعل الغش والغشاشين .
السؤال : أترون أن الله غافلا عما يعمل هؤلاء الذين كم ضيعوا من شباب نجباء يحتاجهم العباد والبلاد ، وكم مكنوا من كسالى وغشاشين أفسدوا البلاد والعباد .
إخواني : إنه ظلم من جهتين : من جهة الراسب و من جهة الناجح ، فليتق الله هؤلاء وعلى أولياء أمور التعليم أن لا يتساهلوا أبدا في هذا الأمر وليسطروا برنامجا خاصا بالمراقبة الجيدة لمحاربة هذه الظاهرة التي هي أشد من القتل لماذا ؟ فتضييع النجباء من أبنائنا وإقصائهم يعتبر قتلا لأفكارهم الصالحة التي هي في خدمة البلاد والعباد بل هذه الأفكار تعتبر في وقتنا نصرة لدين الله تعالى الذي يساء إليه من قبل الأعداء ، فاحذروا عباد الله فهي خيانة عظمى لله ولرسوله وللوطن قال جل وعلا :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) ."الأنفال 24
إخواني : كم نحن اليوم بأمس الحاجة لطبيب لبيب، ومهندس خبير، وغيرها من الإطارات الأكفاء الذين تزدهر بهم البلاد و يصلح بهم حال العباد، ففلاح الأستاذ والمعلم أوالمربي أن يذكر مثوله بين يدي الله يوم لقاه, يوم يسأله ماذا عملت فيم علمت ؟ وهل تسعر النار يوم القيامة إلا بالعلماء الذين عاشوا وهمهم الأجور ونسوا القبور والبعث والنشور.
اللهم ابرم لنا إبرام رشد وهداية .......... وإبعاد من كل ضلال وغواية .

*****
الكاتب :www.elmawa.com

جزاك الله خيرا علي موضوعك القيم
وبارك الله فيك
موضوع رائع ومتميز
تحياتي لك