عندما أدخل إلى غرفتي تكون عتمة مُقبِضة.
أضغط زرا بسيطا في الجدار فيصير نور شديد.
أضغط زر الراديو فتأتي موسيقى تعزفه بالحآن الحب والسلام
أضغط زرا آخر فتأتي صورة من ذكريآت قديمه .
أمد يدي قرب وسادتي فإذا كتاب «الحلم والامل»،
ملحمة الشر والخير والتهتك والحب والأبوة الفاسدة والربا والظلم والعدل،
في بيت واحد.
أتأمل في هذه الأشياء الصغيرة التي لم نعد نلحظ وجودها،
ثم أتأمل ثانية، فأرى أن الحياة الكبيرة عبارة عن أشياء صغيرة.
وذرّات في الهواء. تتناثر في صميم الهواء تداعب
لغة الناس
الاحترام والحب
وكتب زهيدة الثمن تطوي السماحة البشرية،
. نحكي ونكتب في القضايا الكبرى،
الحب الدائم
وما حياتنا إلا بساطات صغيرة لم تعد في حساب أحد.
لم ندرك أن إنارة المصباح في المساء مثل شروق الشمس بعد الفجر.
كل واحد منا عنده شمسه وقمره في غرفته وفي نفسه.
هكذا تبداء الروح بالنسجام
«لا شمسي ولا قمري/ عودٍ بلا وترِ».
أشياء صغيرة وتفاصيل، هي حياتنا.
قنديل ومحطة قطار وشيء وخروج إلى الحديقة.
ولا نعرف أن هذه هي السعادة، إلا في الغد.
كل أمس نطويه يتحول إلى ذكرى سعيدة. بكل فاقته، بكل أقلاقه، بكل خيباته
.
لماذا؟ لأنه لم يعد هنا.
لأن قلقه وخوفه ذهبا معه. الخوف الذي يزول هو الخوف من المستقبل.
أن تخدعنا الأيام الآتية أكثر من مما خدعتنا الأيام الماضية.
ثمة سكينة في الماضي ليست في الحاضر، ولا في المستقبل.
لذلك نتقبل ماضينا لأننا لم نعد قادرين على تغيير شيء
فيه: أمس والعصر الحجري مسافة واحدة! لكن المستقبل،
نظل نأمل أن يترأف قليلا.
أن يخفف مما حولنا من مخاوف ورعب
وأناس يزرعون القتل والمجاعات والرهبة في حياة المسالمين والهانئين.
كم هي بسيطة حياتنا، عندما نتأملها.
زر واحد ويذهب العتم، فهل من الضروري تصريح العصافير على الاغصانبداء الحب والسعادة؟
مطلع الحوار نجمة تستفيق بائفق النور
شيء من الحياة بلا فلماذا النفاق المتكرر.
ما أعظم هذه الغبطة التي لا تستغرق أكثر من كبسة زر من أجل أن
تحضر إلينا في لحظات.
فإذا أنت. { السعادة ليست باهظة الثمن. }
الباهظ هو عدم الاكتفاء،
وهو الخوف على سكينتنا من سكاكين الآخرين.
ليس أسهل من تأمين الهناءة للأفراد.
لكننا للأسف، لم نعد أفرادا. نحن جماعات خائفة تدور حول نفسها.
لا تشرقنا شرق وغربنا غراب.
أغلى الأشياء في حياتنا مجانية: الهواء والضوء والنزهات وروائح الحقول وصوت الأنهر
ومشهد البحر وأنغام السلام
وكتب القدامى والياسمينة المتدلية من حديقة الجيران
. اهدأ. اهدأ. لا شيء يستحق الغضب.
تحيآتي لكم