ضريبة النجاح...؟!؟!
عندما يتعرض أحد المنتديات للإعتداء ومحاولة تعطيله وإيقاف مسيرته، لا بد أن هناك من سبب أو أسباب، وفي هذه الحالة يتساءل الجميع عن ذلك السبب أو تلك الأسباب وما هي موجباته أو موجباتها؟؟ طبعا الحقيقة لا يعلمها إلاّ الله، وكل واحد يحلل الأمر بطريقته الخاصة، وكغيري من الأعضاء لا أعرف السبب أو الحقيقة، ولكن كان لي وجهة نظر أحب أن أعرضها يمكن أن نجد فيها ضالتنا والإستفادة منها.
سأكتب للجميع إضافة جديدة أتمنى منهم أن يكون صدرهم رحبا واسعا ويتقبلوا الملاحظات التي سأبينها والكل يعرف أني لا أقصد بها شخصا معينا، إنما الكلام عام أوجهه لنفسي أولا وللآخرين ثانيا.
تذكرت أني قرأت قبل أكثر من أربعة عقود تقريبا مقالة صغيرة في صحيفة عربية لا أتذكر اسمها بالضبط للكاتب والصحفي الكبير مصطفى أمين تحت عنوان " فكرة " لا زالت مطبوعة بذاكرتي التي شاخت وهزلت وكنت دائما وفي مناسبات عدة أذكرها لأبنائي وأحفادي ولكل أخ وصديق كي يستفيدوا ويأخذوا منها العبرة. تلك المقالة تحكي قصة صغيرة حدثت بين الكاتب مصطفى أمين والمطرب الصاعد آنذاك عبد الحليم حافظ - رحمهما الله - والمقالة تقول في أحد الأيام جاء عبد الحليم حافظ لزيارة مصطفى أمين في مكتبه، وكان عبد الحليم حزينا للغاية وعلامات الحزن تبدوا على وجهه، لدرجة أنه كان يتلعثم في كلامه، فسأله مصطفى أمين ما بالك يا عبد الحليم؟؟ ما لي أراك حزينا بائسا؟؟ فرد عليه والدموع في عينيه " جئت لأقول لك أنني يئست من الحياة ومن مهاجمة الصحافة لي، فقد قطعوني وشوّهوا صورتي وسمعتي أمام العالم وانا لا زلت في أول الطريق وسدّت كل الطرق أمامي، ولم يبق لي أي أمل في هذه الحياة، ولهذا قررت الانتحار...!!! فنظر إليه مصطفى أمين نظرة فيها من المعاني الشيء الكثير وقال له قولته المشهورة:::
"هل سمعت أو شاهدت يوما اناسا يرمون بالحجارة شجرة جرداء لا ثمر فيها؟؟ فأجاب بالنفي، ثم تابع قوله وقال الشجرة المثمرة هي التى ترمى بالطوب والحجارة ليستفيد الناس من ثمارها. وأنت كتلك الشجرة المثمرة التي تعطي الناس اطيب الثمار، ولهذا السبب ترمى بالطوب ، ولو لم تكن مهما وعظيما لما هاجمك الآخرون، وهذا طبع البشر، هم يخشون من تفوقك عليهم، لهذا يحاولون وقف مسيرتك ورسالتك، وإذا ما أقدمت على الانتحار تكون قد قدمت لهم أفضل خدمة" . انتهت القصة.
ورحم الله الشاعر حين قال :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا === يُرمى بصخر فيرمي أطيب الثمر
سؤآلي ماذا حدث لعبد الحليم حافظ بعد هذه الحكاية؟؟؟ خرج من مكتب مصطفى أمين وهو يحمل أفكارا جديدة غابت عنه، تلك الأفكار غيرت مجرى حياته كليا، ولا داعي لنثبت ذلك لأن الجميع يعرفون مسيرة حياته والنجاح الذي وصل إليه.
قصدت من حكايتي هذه أن أبين للجميع أن النجاح في كل ميادين الحياة له ثمن، وعليه فإن دفع الضريبة لا بد منه، والنجاح هو كتلك الشجرة المثمرة التي ترمى بالطوب تماما، ودفع الضريبة يختلف باختلاف الموضوع، لهذا السبب يجب أن نتوقع الطوب مع أي نجاح يلازمنا في الحياة سواء كان النجاح في أمور شخصية أو ثقافية أو حتى في المنتديات، وكل هذه الأمور تصب في خانة النجاح ويجب الإستعداد لدفع ضريبتها .
أعود لموضوعنا الأساسي الذي جئت لأكتب عنه ، أعتقد أنّ ما حدث من اعتداء كان ضريبة النجاح بالدرجة الأولى وقد سبق وشاهدنا مثل تلك الإعتداءآت هنا وفي منتديات أخرى . هذا سبب من الأسباب الكثيرة، وهناك أسباب أخرى عديدة اهمها إدارة المنتدى أو المنتديات، فعندما تكون هناك إدارة قوية ومسؤولة ومشرفين مخلصين أوفياء يدققون في كل صغيرة وكبيرة تكتب في منتداهم ولا تأخذهم بالحق لومة لائم، ويكرسون عملهم كله لوجه الله، عندها سيرسوا ذلك المنتدى في مرفأ هاديء أمين بعيدا عن العواصف والأعاصير. وكما سبق وقلت أن تعيين المشرفين ليس بالشيء السهل أبدا، فليس كل من وصلت مشاركاته لعدد معين يمكن أن يصبح مشرفا عاديا، وأنا هنا لا أريد أن أتدخل في التفاصيل ، لأني لو فعلت ذلك سأجد الكثيرين غير راضين عما أقول وليس الطوب عنا ببعيد.
وهناك أمر آخر أحب أن ألفت نظر الإخوة والأخوات إليه وأعني بالدرجة الأولى المسؤولين نعم المسؤولييييين حافظوا على منتدياتكم، وكونوا وسطا في سياستكم ولا تسمحوا لأي كان أن يتعدى حدود الوسطية التي رسمتموها لأنفسكم، وإلا ستخلقون لأنفسكم عداوة وأعداء جدد أنتم في غنى عنهم. لهذا السبب يجب أن نكون على وعي كبير فيما نكتب ولنتذكر دائما ان نكون أوفياء وصادقين فيما نكتب، ونتذكر أن هناك عين تراقبنا دائما هي عين الله سبحانه وتعالى. ولنشكر تلك المنتديات التي منحتنا فرصة توصيل الكلمة الطيبة إلى الآخرين وهذا يدخل في ميزان حسناتنا جميعا بعون الله. " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ". صدق الله العظيم.