بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :
كثيرا ما نقرأ عن حياة السلف أن فلانا كان يقرأ القرآن فى ليلة واحدة ، والآخر يختمه فى اليوم والليلة ،
ونقف متسائلين : هل هذه مبالغات من القول أم أنه حق ؟ وطالما أنه حق فأنى لنا بذلك ؟
أنت تستطيع ذلك بإذن الله بالشروط الآتية
:
1- أن تمتلك قلبا مثل قلوبهم ، مخلصا ، مشتاقا ، يحسن الظن بربه ، متوكلا على مولاه فهو حسبه ،
منافسا فى مرضاة الله ، مسابقا فى الخيرات ، فهل تمتلك هذا القلب؟
2- أن تكون مشغولا جدا وليس عندك أوقات للفراغ ،
بل أنت صاحب مهمات كثيرة جدا فى رمضان وكلها لازمة واجبة ( صلاة وعمل ، إعداد للطعام ، وغير ذلك).
3- أن تكون متفائلا متدربا على ذلك قبل دخول رمضان وأنت صائم ، فى يوم شديد حره ، بعيد ما بين طرفيه .
4- رفقة تسابقها وتنافسها ، ولتكن هذه الرفقة هى الصحابة رضوان الله عليهم ..
فاقرأ في سيرهم تزدد همَّـةً ، فغالبا لن تجد بين الأحياء من يعينك على هذه المهمة .
5- الحدر في القراءة ، أي : السرعة والخفة مع مراعاة الأحكام .
6- عدم التكلف نهائيا ، فليس لديك وقت ، وليس لديك جهد ؛
فأنت لن تستطيع أن تشرب إن جف حلقك ؛ فارفق بنفسك ، والتكلف مذموم طبعا وشرعاً .
7- احترم الدقيقة تحترمك ، ولابد من ضبط الوقت ، فالجزء لا تستغرق قراءته أكثر من 15 دقيقة ( على الأكثر ولا مبالغة ) ؛
وبذا أن تحتاج سبع ساعات ونصف الساعة (450 دقيقة فقط ليس غير) في يوم كان مقداره 1440 دقيقة ، أرأيت كيف هى مهمة سهلة جداً .
8- لابد من إعداد بالأوقات التى يمكنك استغلالها ، وهذا بيان لأكثرها ، والكل أعلم بأوقاته :
- قبل الفجر ساعة ( 4 أجزاء)
- بين الأذان والإقامة فى صلاة الفجر حوالى 20 دقيقة ( جزء وزيادة)
- بعد ختام الصلاة وأذكار الصباح إلى صلاة الشروق حوالى ساعة ونصف ( 6 أجزاء) ، وأجر حجة وعمرة ، فاهنها متقبلا.
- فى المواصلات على أقل تقدير ، 15 دقيقة ذهابا و15 إيابا ( 30 دقيقة ) ؛ ( جزآن)
، وعلى أقصى تقدير 60 دقيقة ذهابا و60 إيابا ( 120 دقيقة ) ؛ حوالى ( خمسة أجزاء) ؛ فقد تكون مرهقا لذا أعطيتك راحة خمسة دقائق .
- إن كنت رجلا ؛ فلديك بعد صلاة العصر كنز ثمين ، الأهل مشغولون بإعداد الطعام ،
فالزم المسجد إلى صلاة المغرب حتى لا تفوتك ( حوالى 3 ساعات تقريبا ) ؛ 12( جزء) على أقصى تقدير ، و(11 جزء) على أقل
تقدير
- ربع ساعة تمكثها فى المسجد القريب من منزلك قبل أذان العشاء ثم ربع ساعة أخرى تقريبا بين الأذان والإقامة ( جزآن ) ،
وهذا ما أنصحك به أن لا تضيع الأوقات فى المواصلات لتصل إلى مسجد بعيد عنك ، تخير مسجدا قريبا منك يختم كل ليلة جزء ، والإمام فيه صوته حسن .
- إن كنت امرأة أو بلا عمل نهارى ، فما أجمل أن تزيد المدة التى بعد صلاة الفجر إلى 5 ساعات ( حوالى 17- 20 جزء)
ثم تنام من التاسعة صباحا إلى قبل الظهر بنصف ساعة ، وأرباب الهمة العالية لا ينامون ، أي قليلو النوم.
- بعض الأشغال - تستطيع قراءة القرآن فيها دون تضييع للمصالح أو الأعمال ، وهذا أفضل من الثرثرة فيما لا يفيد أو يحرم ( عدد اأجزاء: جزآن على الأقل)
- أثناء الراحة فى صلاة التراويح ، حوالى نصف ساعة مجتمعة أو متفرقة ( جزآن على الأكثر).
- هنيئا لك إن كنت حافظا للقرآن عن ظهر قلب ؛ فأنت أكثر الناس قراءة للقرآن فى كل مكان وزمان وحال.
- وإن رزقك الله بعمرة فى رمضان ، فلا تضع الزمان ، وهناك لا بأس أن تقضى اليوم كله فى قراءة الأجزاء ،
ولا تنتهك الأوقات فى استبدال العملة والشراء ؛ فالكعبة فقط هناك ، والهدايا فى خان الخليلى ( القاهرة ) والمنشية (الإسكندرية ) وكل أعلم ببلده.
أراك باغتنام هذه الأوقات وغيرها تستطيع بإذن الله أن تقرأ أكثر من 30 جزءًا فى اليوم والليلة ،
ولكن لا اأنصحك بالزيادة ؛ فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.
هذا ما أراه يفعله من يريد المسابقة إلى الخيرا ت والمنافسة لنيل الدرجات العاليات ، ولا تنس ( أياما معدودات) .
واعلم أنه لا يشترط التدبر فى ختمة الحسنات التى يطالب بها المسلم فى الأزمنة الفاضلة والأماكن الفاضلة ،
وهذا ما نص عليه العلماء ودرج عليه السلف ، ولا بأس من ختم القرآن فى أقل من ثلاث
، راجع: لطائف المعارف لابن رجب الحنبلى ، كيف تقرأ القرآن الكريم فى رمضان وغيره من الشهور ، د/ محمد سهيل ، وهو موجود على الشبكة.
الأصول : الإخلاص ، التوكل والاستعانة ، والصبر والمثابرة .
مطلوب : إغلاق الفم ، تأجيل المواضيع الهامة والتافهة إلى بعد رمضان ، ولا داعى للتافهة عموما ، فالأعمار نفيسة .
ماذا لو اجتهدت فى نشر هذا الموضوع حتى يكون لك أجرَ من قرأ وعَملَ بما فيه من الصحيح .
جنبنا الله وإياكم الزلل , وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .