القران الكريم
القران الكريم القرآن:
يؤمن المسلمون بأن القرآن كتاب سماوي وبأنه كلام الله. والقرآن هو أول مصدر من مصادر الشريعة الإسلامية، وقد نزل على رسول الله محمد وحياً من الله عن طريق الملك جبريل. ويسمى الكتاب الذي جمع فيه القرآن مصحفًا. يعتبر المسلمون دراسة القرآن وتعلمه وحفظ آياته من أهم العلوم التي يجب عليهم تعلمها، إذ أنهم يواظبون على قراءة القرآن ودراسته وتطبيق معانيه منذ صغرهم وطوال حياتهم، فهو عندهم معجزة الإسلام الخالدة، لذا تُوجَد أحكام للاستماع إليه أو قراءته وتلاوته. ويدعو القرآن لمبادئ هامة يقوم عليها الإسلام وتسير عليها حياة المسلمين.
تعريف:
القرآن، في اللغة، هو كل ما قرئ، وهذا هو المعنى المعجمي أو اللغوي للكلمة، فالصلاة قرآن، والدعاء قرآن، والأذكار الأخرى قرآن بدليل آية ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ سورة الإسراء:78، إذ قرنت الآية القرآن بأوقات الصلاة كالدلوك (الظهر) والغسق (المغرب) وهو ما يفيد معنى الصلاة وليس تلاوة كتاب القرآن. والمشهور بين علماء اللغة أن لفظ القرآن في الأصل مصدر مشتق من قرأ، يقال قرأ قراءة وقرآنا، ومنه ﴿إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه﴾ (القيامة، 17-18). ثم نقل لفظ القرآن من المصدرية وجعل علما.
أما لفظ القرآن فهو في اللغة مصدر مرادف للقراءة ثم نقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسماً للكلام المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من باب إطلاق المصدر على مفعوله، ذلك مما نختاره استنادا إلى موارد اللغة وقوانين الإشتقاق وإليه ذهب اللحياني وجماعة
أما تعريف القرآن في الاصطلاح فقد تعددت آراء العلماء فيه وذلك بسبب تعدد الزوايا التي ينظر العلماء منها إلى القرآن.
فقيل: القرآن هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر المتعبد بتلاوته المعجز ولو بسورة منه. وقيل: هو كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه والمنقول إلينا بالتواتر. والبعض يزيد على هذا التعريف قيودا أخرى مثل: المعجز أو المتحدى بأقصر سورة منه أو المتعبد بتلاوته أوالمكتوب بين دفتي المصحف أو المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس.
مقدمة:
يؤمن المسلمون أن القرآن الكريم هو كتاب الله الذي أنزِله على رسوله محمد. ولهذا يعتبرون أن تلاوة القرآن والاستماع له والعمل به كلها عبادات يتقرب بها المسلم إلى الله ليطمئن بهِ قلبهُ. يعتقد أكثرهم أنه أساس حضارتهم وثقافتهم، وبه بدأت نهضتهم في كل مجالات الحياة، الدينية والدنيوية.
عن الدارمي عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول: «ستكون فتن. قلت: وما المخرج منها؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله. فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا "إنا سمعنا قرآنا عجبا". هو الذي من قال به صدَق، ومن حكم به عدل، ومن عمِل به أجِر، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم».
لم يكن لفظ المصحف بمعنى الكتاب الذي يجمع بين دفتيه القرآن، إنما أطلق هذا الاسم على القرآن بعد أن جمعه أبو بكر الصديق فأصبح اسما له.[1]
والقرآن يناقش مواضيع متعددة تشمل حياة الإنسان في الدنيا والآخرة. فالدنيا والدين في الإسلام مرتبطان؛ والقرآن يؤسس عقيدة المسلم ويدعو الناس لعبادة الله وحده وطاعته والخضوع له والتفكر في خلقه. ويناقش حقوق الإنسان وواجباته تجاه ربه ونفسه ومجتمعه ودينه والكون كله. وقد بين القرآن أن البشر كلهم سواسية لا فرق بينهم مهما اختلفت لغاتهم وطبقاتهم إلا بتقواهم لله، فهذا هو المقياس الذي يتفاضل به الناس عند الله. وحدد القرآن النظام الاجتماعي للمسلمين، وكذلك آداب المسلم وأخلاقه واستخلص المواعظ والعبر من تاريخ السابقين؛ وحذر من عذاب النار يوم القيامة، وغير ذلك من المواضيع والمحاور.
القرآن نص مكتوب مقسم إلى 114 فصلا، كل فصل منها يسمى سورة، وكل سورة مقسمة إلى عدد من الجمل أو الأقوال التي تسمى آيات. وتفتتح كل سور القرآن بعبارة بسم الله الرحمن الرحيم، ما عدا سورة التوبة، فإنها نزلت بدونها.