بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي جعل محمدا رحمة للعالمين، مدحه بما لم يمدح به غيره من الأنبياء والمرسلين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صاحب الكمال، خير من تضرب له أكباد المطي وتشد إليه الرحال، وعلى آله وصحبه خير صحب وآل.
وبعد...
فهذه سلسلة « مفاهيم يجب أن تصحح»، والتي فاز بقدم السبق فيها المرحوم السيد الأستاذ الدكتور محمد علوي المالكي رحمه الله، وجمعنا به في جنات النعيم.
وكم كان مصيبا حينما نادى منذ أمد بعيد بتصحيح هذه المفاهيم، فالسكوت عن مجازفة البعض -والتي وصلت إلى حد التكفير والاتهام بالشرك بسبب المغالاة في هذه المفاهيم، وجَعْل بعضها من العقائد وهي من الفروع- أحدث كثيرا من الفتن التي نحصد اليوم نتائجها.
والمفهوم الذي بين يدينا هو الحادي عشر من هذه المفاهيم، وهو مفهوم «حديث لا تطروني».
بَينت في هذه الرسالة مشروعية مدح النبي r، والمقصود من قوله r «لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح.. » الحديث، ونقلت اتفاق علماء المسلمين على ذلك، مستندا في كل ذلك إلى الكتاب والسنة، بما لا يدع مجالا للشك في ذلك الأمر، ] لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد [.
واللهَ أرجو القبول والتوفيق إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
د. عمر عبدالله كامل
في ربيع الأول 1426هـ
القاهرة- مصر